مقابلة لمجلة بزنس لاندسكيب


آزاد حسن

المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لايدوبا


آزاد حسن هو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنصة ايدوبا (Eduba)، وهي تطبيق فائق (Super-app) التقنية يعمل في العراق ويقدم مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك نظام إدارة التعليم، والمحتوى التعليمي التفاعلي، ونظام الاتصالات، وتتبع الرحلات، والمحفظة الرقمية. أمضى السيد آزاد قبل انشاء شركته الخاصة معظم حياته المهنية في دراسة وتدريس الإحصاء والمواضيع ذات الصلة بالتخطيط في العديد من الجامعات في العراق والولايات المتحدة. أخبرنا السيد حسن عن محطات رحلته والتحديات التي واجهها في أثناء بناء ايدوبا، وبيّن لنا أهمية التحول الرقمي ومنافعه. كما ناقش رؤية ايدوبا وقيمها، واستراتيجيات بناء الفريق المناسب لتوسيع نطاق الشركة.


هلا حَدِثتنا عن نفسك قليلاً؟ 

أنا آزاد حسن، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لتطبيق ايدوبا، وهو تطبيق فائق لتكنولوجيا التعليم. أكملت البكالوريوس ثم حصلت على أول شهادة ماجستير لي في الإحصاء.

بعدها عملت أستاذاً جامعياً ودَرَّست الإحصاء وما يتصل به من المواضيع في عدة جامعات في العراق من عام 2006 حتى عام 2012. غادرت البلاد في عام 2013 لأُكمِلَ الدكتوراه في التخطيط الحضري والإقليمي في الولايات المتحدة التي مكثت فيها من عام 2013 حتى أواخر عام 2021. بينما كنت أدرس الدكتوراه، واصلت تدريس الإحصاء وموضوعات أخرى في جامعة ولاية ميتشيغان وكلية لانسينغ المجتمعية، وعملت أيضاً مستشاراً مع شركتين في الولايات المتحدة.


كيف بدأت رحلتك في عالم ريادة الأعمال؟ ولماذا اخترت قطاع التعليم؟ 

بدأت القصة في عام 2016 عندما كنت طالب دكتوراه مبتعثاً إلى الولايات المتحدة ضمن منحة حكومية عراقية. في ذلك العام، حصلت مشكلة في عملية إرسال الراتب الشهري لجميع الطلاب العراقيين في الولايات المتحدة ولم نستلم رواتبنا لمدة تسعة أشهر تقريباً. كطالب دكتوراه يعيل عائلةً متكونة من وزوجةً وثلاثة أطفال في الولايات المتحدة، كنت مفلساً تقريباً لمدة تسعة أشهر. لذلك قررت أن أنشئ عملي الخاص ليدر لي إيراداً يغنيني عن الاعتماد على راتبي الشهري. كان هذا هو حافزي الرئيسي في البداية، مما دفعني إلى ترك كل شيء خلفي وأبدأ حياةً جديدة كرائد أعمال، وأؤسس شركة ناشئة. إلا إني لم أكن حينها محيطاً بالمخاطر التي تصاحب بناء مشروعك الخاص والوقت الذي سيستغرقه حتى يُدِرَ ربحاً.

أسست شركتين ناشئتين في أثناء إقامتي في الولايات المتحدة، في قطاعين مختلفين، وفشل كلاهما لأسباب مختلفة. أجريت تقييماً لهاتين التجربتين وحققت في سبب فشلي وتعلمت من جميع الدروس، وبعدها شرعت لإنشاء ايدوبا مع مؤسسين إثنين.

شعرت بإختلافها منذ اليوم الذي قررنا فيه إطلاق ايدوبا في أوائل عام 2019، كنت موقناً أنّي على وشك خلق شيء سيكون مصدر فخر لي. وإلا فأنا إما على الطريق الخطأ أو لم أتعلم الدرس بعد. بالإضافة إلى ذلك، كانت خلفيتي متجذرة بعمق في قطاع التعليم حيث كنت أُدَرِسُ في الجامعات، وأنا على دراية كبيرة بهذا القطاع والعقلية والاحتياجات والفجوات في السوق. وبالتالي، تمكنت من الانتقال إليه بنجاح.


ما هي ايدوبا وما الذي ترنو إليه؟

في بداية عام 2019، كانت مهمة ايدوبا هي أن تكون تطبيقاً بسيطاً لنظام إدارة التعليم مخصص بالأساس للمدارس الخاصة (الأهلية) في العراق لإدارة أنشطتها اليومية، مثل إرسال الواجبات المنزلية والتواصل مع الطلاب وأولياء الأمور وتسجيل الحضور ومهام أخرى. ومع ذلك، كان العام الدراسي الأول 2019-2020 كارثة مالية لنا. كانت الميزانية العامة بالسالب، وكان المؤسسون الآخرون مستاؤون للغاية واثنين منهم حاولوا إغلاقها، لكنني وقفت ضد هذه النية وكنت على استعداد للحصول على قرض من المصرف لتمويل ايدوبا والاستمرار في متابعة هذا الحلم.

بعد العمل في بيئة الأعمال العراقية لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات، أدركنا أن نظام إدارة التعليم وحده لم يكن كافياً لتلبية احتياجات السوق. عندما عدت من الولايات المتحدة في أواخر عام 2021، قررت أنا والفريق إعادة هيكلة رؤية ايدوبا. بدلاً من أن نكون نظاماً لإدارة التعليم فقط، بدأنا في إنشاء تطبيق فائق لتكنولوجيا التعليم مكرسٌ لإثراء وتحسين رحلة التعليم.

ايدوبا الجديدة هي شركة ناشئة في مجال التعليم توفر نظام إدارة التعليم (LMS) والخدمات الرقمية الأخرى للمؤسسات التعليمية بجميع أنواعها وأحجامها. تتضمن المنصة خدماتً مثل إدارة المحتوى التعليمي للحصص الدراسية، والامتحانات الإلكترونية والواجبات المنزلية، وإدارة الموارد البشرية، والمراسلات الإدارية، والموارد المالية. تقدم ايدوبا أيضاً منتجات مبتكرة مثل "ملزمتك"، وهو منهج تفاعلي يوفر المواد التعليمية للطلاب؛ و"دليلك"، وهو تطبيق مرخص من وزارة التعليم يوفر دليلاً شاملاً للمؤسسات التعليمية في العراق. بالإضافة إلى ذلك، توفر حلولاً تقنية مالية من خلال منصة المحفظة الإلكترونية "جزدانك"، وخدمات نقل الركاب عبر "مشوارك"، والتي تتضمن ميزة تتبع الحافلات لضمان سلامة الطلاب أثناء النقل. من حيث التقدير، فازت ايدوبا بالعديد من الجوائز وحققت انجازات بارزة في العديد من برامج حاضنات الشركات الناشئة، مثل برنامج Startup Roadshow، وسكيل اب اكاديمي (ScaleUp Academy) من كابيتا، ومسابقة رواد العراق. كما فازوا بالمركز الثالث في مسابقة Winvestors الممولة من السفارة الهولندية في العراق والمُنَفَذة من مؤسسة المحطة لريادة الاعمال.


لماذا قررت إعادة هيكلة ايدوبا لتكون تطبيقاً فائقاً يعمل في عدة قطاعات مختلفة إلى جانب التعليم التقني؟ وما العوائق التي واجهتك في إجراء هذا التغيير؟

كان نهجنا منذ عام 2019 هو التواصل مع عملائنا أو المستخدمين النهائيين يومياً من خلال قنوات مختلفة لجمع التعليقات حول المنتج وتجربة المستخدم والمشكلات التي يواجهونها والميزات التي يرغبون في تحسينها أو إضافتها.

جاءت النتيجة أن المستخدمين النهائيين، وخاصة اولياء الامور لم يفهمو العديد من ميزات الإصدار القديم من ايدوبا، لأن نموذج أعمالنا كان مصمم للتعامل شركةً لشركة (B2B). هذا يعني أنه إذا استخدمت المدرسة ميزة معينة، مثل نظام التتبع، يمكن للوالدين الاستفادة منها. ولكن إذا لم تستخدمه المدرسة، فإن المييزة ستكون عديمة الفائدة للوالدين. أظهر لنا هذا أن نظام إدارة التعليم باستخدام نموذج أعمال الشركة لشركة كلفنا خسارة جزءٍ كبيرٍ من السوق، وهو جزء الشركة للزبون (B2C). لذلك، شرعنا بتطوير التطبيق الفائق.

أردنا أن نوفر للمستخدمين مزيداً من المرونة والميزات، بما في ذلك خدمة نقل الركاب. طبعاً ليس هدفنا أن ننافس شركات نقل الركاب مثل كريم أو بَلي، وإنما نسعى لتلبية احتياجات المستخدمين بطرق تتماشى مع احتياجات بيئة التعليم. لذا يقتصر خيار توفير خدمات النقل عبر تطبيقنا على نظام تتبع يُمَكِنُ الوالدين من تتبع أطفالهم عند اصطحابهم وإيصالهم إلى مدارسهم. بالإضافة إلى ذلك، تجري العديد من المعاملات النقدية بملايين الدنانير بين مديري المدارس والمالكين وأولياء الأمور والطلاب. لذلك، أنشأنا "جزدانك"، وهي محفظة إلكترونية تنظم هذه التعاملات. حددنا الاحتياجات والثغرات في قطاع تكنولوجيا التعليم وتوصلنا إلى طرق لربط كل هذه الجوانب في بيئة ومنصة واحدة. أعلم أنها ليس بالمهمة السهلة، وقد يبدو تحقيقها مستحيلاً، لكنني أؤمن أننا نمتلك ما يلزم للنجاح. نحن بصدد إنشاء تطبيق جديد وفريد من نوعه يديره ويطوره شباب مطورون عراقيون ليكون قصة نجاح عراقية.

حالياً، يتمثل التحدي الأكبر الذي نواجهه في وضع اللمسات الأخيرة على جميع هذه الميزات وزيادة الوعي بتطبيقنا. لا يعلم الكثير من الناس ماذا هو "التطبيق الفائق". وبكوننا كذلك، نحاول نشر رسالتنا ورؤيتنا الجديدة لشريحة السوق المستهدفة والمستخدمين النهائيين حول من نحن، وما نحاول تحقيقه، وكيف يمكن لتطبيقنا أن يخدمهم. نحتاج إلى الكثير من الوقت حتى يصبح مفهوم التطبيق مألوفاً للجمهور.


تساهم ايدوبا ومنصات أخرى في التحول الرقمي في العراق؛ ما أهمية هذا لبيئة الأعمال العراقية؟

تساهم ايدوبا والعديد من المنصات الاخرى في التحول الرقمي في العراق. وهذه المساهمة جوهرية لبيئة ريادة الاعمال لأنها تساعدنا على فهم الاقتصاد الرقمي وضرورة تطبيقه الآن. بدأ العراق للتو في عملية الرقمنة في كل قطاع خدمي تقريباً. بالمقارنة مع الولايات المتحدة، فإن العراق في مرحلة السبعينيات عندما استُخدِمَ الكمبيوتر للمرة الأولى في الشركات. لذلك، نحن بحاجة إلى تسريع عملية الرقمنة وفهم الاقتصاد الرقمي بدقة. هذا تحد كبير للشركات الناشئة مثل ايدوبا والأفراد الذين يرغبون في المساهمة في التحول الرقمي للعراق.


لقد حصلتم على ترخيص من وزارة التعليم للعمل في قطاع تكنولوجيا التعليم، كيف كانت هذه العملية؟

لقد استغرق الأمر بعض الوقت لشركة ايدوبا وغيرها من الشركات الناشئة للحصول على ترخيص رسمي من وزارة التعليم لتشرع لممارسة عملها بما يتوافق مع تعليمات الوزارة. كانت العملية سلسة رغم استغراقها وقتاً طويلاً. لدى وزارة التربية والتعليم لوائح ومتطلبات وحصلنا على الترخيص بعد استيفائها. حتى الآن، هناك أربع شركات أو شركات ناشئة في مجال تكنولوجيا التعليم في العراق لديها الترخيص، وايدوبا واحدة منها. يمنحنا هذا حرية الوصول المطلق إلى العديد من قطاعات السوق المختلفة، وبدلاً من العمل في بغداد فقط، نتعاون مع وزارة التربية والتعليم لترسيخ وجودنا في العديد من المحافظات الأخرى. ونركز اليوم على عدة أنواع من المدارس، سواء كانت عامة أو خاصة أو مدارس مهنية أو رياض أطفال.


هل تلبي اللوائح والقوانين الحالية في العراق احتياجات الشركات الناشئة مثل ايدوبا؟ وما الذي يمكن فعله لهم ليكونوا أكثر دعماً لنموكم؟

اللوائح الحالية تحتاج إلى تحديث لتتماشى مع احتياجات السوق العراقية. يجب أن تضع الحكومة سياسات وأنظمة لتوسيع نطاق بيئة ريادة الأعمال في العراق خلال العقد المقبل. هناك حاجة ماسة للتحسين في مجال القوانين واللوائح. ولابد أن نذكر أن وزارة التعليم دعمتنا في معاملة استحصال الترخيص، وزودتنا بجميع الكتب والوثائق الرسمية لإثبات أن منصتنا معتمدة ومرخصة كي نكسب ثقة المدارس والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور.

ومع ذلك، يمكن تحسين العديد من الجوانب. كل خدمة تقريباً في العراق، سواء في مجال التكنولوجيا أو الصحة أو التعليم تخضع للحكومة المركزية. لا يوجد تعاون يذكر أو معدوم بين الكيانات العامة والخاصة، ولا توجد قواعد أو لوائح تملي كيف يمكنهم العمل معاً لتعزيز بيئة الاعمال بشكل عام. أعتقد أننا سنأخذ أول خطوةٍ في الاتجاه الصحيح ما أن نبدأ بالتفكير في كيفية تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وما هي مهام وقواعد القطاع الخاص، ليس فقط على مستوى الشركات الكبيرة ولكن حتى الصغيرة والمتوسطة والناشئة.


زادت فرص التكنولوجيا التعليم خلال جائحة كوفيد، كيف استفدتم من ذلك؟

صار التعليم عبر الإنترنت خلال الجائحة، وأصبحت الفصول الدراسية تُبَث بثاً مباشراً عبر الإنترنت، وقد استفدنا من هذا التحول من خلال تطوير ميزات جديدة بسرعة لدمجها في التطبيق، تُمَكِن المدارس والمعلمين من التواصل مع طلابهم داخل التطبيق والبث المباشر لفصولهم الدراسية. واستطعنا بفضل هذه الميزة من زيادة عدد المدارس على المنصة من حوالي 20 إلى 100 تقريباً. يجب أن تكون الشركة الناشئة دائماً قادرة على التصرف بسرعة والتكيف مع التغييرات.

أنا أؤمن بالدور الحاسم لمنصات التعليم الإلكتروني، لا اتحدث عن ايدوبا فقط ولكن جميع المنصات الأخرى، سواء كانت محلية أو إقليمية أو حتى دولية. توفر منصات التعليم الإلكتروني مساراً تعليمياً بديلاً يُمَكِنُ الأطفال من مواصلة تعليمهم من المنزل وحضور الفصول الدراسية عبر الإنترنت، وأداء واجباتهم المدرسية، والتفاعل مع معلميهم وزملائهم في الفصل. لكن يتطلب هذا التحول في التعليم زيادة الوعي، وهي مهمة صعبة. ما فعلته الجائحة هو تسريع هذا التحول نحو التعليم الإلكتروني ودفع المستخدمين للتكيف مع هذا التغيير بسرعة. على الرغم من انخفاض عدد المدارس التي تستخدم منصات التكنولوجيا التعليمية بعد الوباء، إلا أن استخدامها أصبح الآن أكثر شيوعاً مما كان عليه.


هلا أخبرتنا عن رحلتك في بيئة ريادة الأعمال العراقية ومشاركاتك في برامج دعم الشركات الناشئة؟ وما الذي يمكن فعله لزيادة هذا الدعم؟

تعرفت لأول مرة على بيئة ريادة الأعمال من خلال مساحة العمل المشتركة في المحطة، حيث كان فريق ايدوبا يعمل في البداية. ثم انضممنا إلى برنامج تسريع الاعمال، سكيل اب اكاديمي (ScaleUp Academy) الذي تنفذه كابيتا، ولقد زودتني هذه التجربة بالمهارات والأدوات اللازمة لبناء شركة ناشئة، حيث لا يمكنك إنشاء شركة ناشئة بنجاح بمجرد قراءة المقالات ومشاهدة الأفلام الوثائقية. أنت بحاجة إلى تدريب عملي وخبرة.

قابلت العديد من المرشدين والمدربين في هذا البرنامج وأتيحت لي الفرصة لبناء شبكة معارفي. لقد كان التعرف على هذه الشبكة لا يقدر بثمن في بناء ايدوبا حيث يمكنني دائماً طلب المشورة أو الاستشارات والوصول بسلاسة إلى البرامج التدريبية والمعارف من الوسط.

أود أن أقول إنه ينبغي زيادة الدعم لتسهيل الوصول إلى التمويل. من المؤكد أن المشهد قد تطور في السنوات القليلة الماضية بسبب الزيادة في جودة وكمية برامج الحاضنات والتسريع التي تنفذها العديد من الكيانات في النظام البيئي، بما في ذلك كابيتا والمحطة و Five One Labs وغيرها الكثير. ساعدت هذه البرامج العديد من رواد الأعمال في بناء شركاتهم الناشئة والتنقل في رحلاتهم بنجاح. ومع ذلك، لا يزال الوصول إلى التمويل يمثل تحدياً كبيراً في بيئة الأعمال العراقية. هناك فرص قليلة جداً للحصول على التمويل، مما يعيق نمو العديد من الشركات الناشئة.


كيف تبني فريق ايدوبا؟ ما هي القيم التي تحاول زرعها في ثقافة الشركة؟

نما فريق ايدوبا من ثلاثة أشخاص فقط إلى 23 موظفاً. أنا أؤمن بقدرات الشباب العراقي، لذلك نحن نستهدف الخريجين الجدد والشباب الذين لديهم بعض الخبرة في العمل، وندربهم، ونساعدهم على التعلم أثناء العمل. أتبِع طريقة بناء الفريق من الصفر وترسيخ ثقافة الشركة فيه.

في ايدوبا، نعتمد أسلوب إدارة مسطح مع مستويات قليلة من التسلسل الهرمي. نحن نثق في تفاني موظفينا لأداء عملهم على أكمل وجه والإشراف على أنفسهم بأنفسهم. في ايدوبا، لا يهم منصبك أو لقبك طالما أنك تبذل قصارى جهدك وتسعى باستمرار للتعلم والتطور. أجلِسُ في المكتب في نفس الغرفة مع الموظفين، لا على مكتب منفصل، وأعمل معهم وأمامهم دون أن أخفي شيئاً عنهم.

هدفنا هو بناء ثقافة الشركة على أساس الثقة المتبادلة والشفافية. أعلم أن هذه ليست بالمهمة سهلة. ومع ذلك، من خلال توظيف الخريجين الجدد والشباب الذين لديهم شغف بالنمو، فإننا نؤسس فريقاً يؤمن برؤية ايدوبا ويكرس نفسه لجعلها حقيقة واقعة.


هل يمكن أن تصبح منصات التكنولوجيا التعليم مساراً بديلاً للتعليم التقليدي، أم سيظل دورها مكملاً؟

يعتمد ذلك على مهمة المنصة وأهدافها وعملائها المستهدفين، ففي بعض الحالات، يمكن أن تكون منصات تكنولوجيا التعليم بمثابة أداة تكميلية لدعم التعليم التقليدي. ومع ذلك، يمكنهم أيضاً توفير مسار بديل لشرائح عملاء محددة. على سبيل المثال، إذا احتاج شخص ما إلى الالتحاق بدورة تدريبية ولكن لا يمكنه حضور الدروس حضورياً بسبب قيود العمل أو الجدول الزمني، يمكن لمنصة تكنولوجيا التعليم أن توفر المرونة لأخذ الدورة عبر الإنترنت وفقاً لجدول المُتعلم. في النهاية، سيعتمد دور منصات تكنولوجيا التعليم على جودة خدماتها وإمكانية الوصول إليها ومدى تلبيتها لاحتياجات عملائها المستهدفين.


هل يمكن أن تخبرنا عن شراكة ايدوبا مع OpenAI؟

أصبح OpenAI أداة جوهريةً لعديد من شركات تكنولوجيا التعليم، بما في ذلك ايدوبا. كان هذا هو السبب الرئيسي الذي جعلنا نفكر في إنشاء هذه الشراكة.

تُمَكِنُ قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي توفرها OpenAI ايدوبا من تطوير وتعزيز وظائف وميزات منصتها، مما يوفر تجربة تعليمية أكثر تخصيصاً وفعالية للطلاب. بالإضافة إلى ذلك، تساعد نماذج لغة OpenAI وقدرات معالجة اللغة الطبيعية ايدوبا على تحسين ميزات تعلم اللغة، مثل التعرف على الكلام وترجمة اللغة.

تتضمن الشراكة بين ايدوبا وOpenAI التعاون على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومشاركة الخبرات والموارد، واستخدام أدوات ومنصات OpenAI لتعزيز قدرات منتجات الشركة. يمكن أن تساعد هذه الشراكة ايدوبا على دفع الابتكار والتقدم في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.


ما الميزات التي سيضيفها التكامل مع ChatGPT إلى تطبيق ايدوبا الفائق؟

يمكن لـ ايدوبا وChatGPT إنشاء مساعد افتراضي مدعوم بالذكاء الاصطناعي مصمم خصيصاً لنظام التعليم العراقي؛ ودمج هذا المساعد الافتراضي في المؤسسات التعليمية ومساعدة الطلاب والمدرسين على حد سواء لتحقيق نتائج أفضل من خلال تجارب التعلم المخصصة.

يمكن الوصول إلى المساعد الافتراضي من خلال تطبيق هاتف أو نظام قائم على الويب، وسيوفر مجموعة من الخدمات، منها على سبيل المثال أنّه سيساعد الطلاب على تحديد أهداف التعلم التي يرسمونها وإنشاء خطط دراسية مخصصة تأخذ في الاعتبار أساليب التعلم وقدراتهم. وسيقدم ملاحظات وتوصيات مخصصة للطلاب حول كيفية تحسين أدائهم الأكاديمي. علاوة على ذلك، سيساعد المعلمين في إنشاء خطط دروس جذابة وتفاعلية تتضمن أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل معالجة اللغة الطبيعية والتعرف على الكلام وخوارزميات التعلم الآلي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمساعد الافتراضي تحليل بيانات أداء الطلاب وتقديم رؤى للمعلمين حول كيفية تصميم تعليماتهم لتلبية احتياجات كل طالب على حدة. 

يمكن لـ ايدوبا وChatGPT الاستفادة من شبكاتهم وشراكاتهم لإنشاء برنامج توزيع وتوعية لجعل هذا المساعد الافتراضي في متناول الطلاب والمعلمين في جميع أنحاء العراق. يمكن أن يشمل ذلك التعاون مع المدارس والجامعات المحلية، فضلاً عن الشراكة مع المنظمات غير الحكومية التعليمية والوكالات الحكومية. 

من خلال الجمع بين خبراتهم في الذكاء الاصطناعي والتعليم، يمكن لـ ايدوبا و ChatGPT إحداث ثورة في التجربة التعليمية لكل من الطلاب والمعلمين في العراق. يمكن أن يساعد مساعدهم الافتراضي في سد الفجوة بين طرق التدريس التقليدية والتكنولوجيا الحديثة، مما يمكّن المزيد من الطلاب من تحقيق النجاح الأكاديمي والمساعدة في بناء مستقبل أكثر إشراقاً للعراق.


هل هناك أي أدوات ذكاء اصطناعي أخرى ستدمج مع ايدوبا في المستقبل؟

تستكشف ايدوبا باستمرار التقنيات الجديدة وأدوات الذكاء الاصطناعي التي تعزز قدرات النظام الأساسي وتقدم خدمات أفضل لمستخدميها. على الرغم من عدم وجود معلومات محددة حول أدوات الذكاء الاصطناعي التي سندمجها مع ايدوبا في المستقبل، لكن نظامنا الأساسي يبحث دائماً عن طرق لتحسين وتقديم حلول مبتكرة لقطاع التعليم. وباستمرار تقدم تقنية الذكاء الاصطناعي، من المحتمل أن تقوم شركة ايدوبا وشركات تكنولوجيا التعليم الأخرى بدمج المزيد من أدواته للاستفادة من إمكاناتها لتحسين أداء الأنظمة الأساسية والحلول المقدمة.


ماذا يخبئ المستقبل لايدوبا؟ 

تتمثل رؤيتنا ايدوبا في السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة في أن نصبح التطبيق الرائد لتكنولوجيا التعليم في العراق يتبناه المستخدمون على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد. نهدف إلى مواصلة توسيع خدماتنا وتطوير التطبيق لضمان أن كل مستخدم، سواء كانوا طلاباً أو أولياء أمور أو معلمين، يمكنه الاستفادة من ميزات ايدوبا، بما في ذلك نظام إدارة التعليم، وطرق الدفع، ومحتوى التعليم التفاعلي، وخدمات نقل الركاب عبر التطبيق.

حاليا، نحن نعمل في عدة محافظات، بما في ذلك بغداد وكربلاء والنجف والأنبار وكركوك والسليمانية وبابل. هدفنا هو توسيع عملياتنا إلى جميع المحافظات الأخرى، والوصول إلى المزيد من المدارس والمؤسسات التعليمية في كل من المناطق الحضرية والريفية. من خلال القيام بذلك، نأمل في إنشاء نظام تعليمي أكثر شمولاً وسهولة في العراق، مع الاستفادة من قوة التكنولوجيا لتحسين تجربة التعليم للجميع.



More Arabic Articles

تمكين المَرأة في الإقتصاد الرقمي العراقي: مُبادرة "She Codes Too"

غدت المعرفة بالأمور الرقمية أمراً لا بد منه لسلك دروب عالمنا الحديث في مجتمعنا سريع التطوّر اليوم. ومع تَزايد اعتماد مُجتمعاتنا واقتصاداتنا... read more

مقابلة مع الدكتور حسن الخطيب

الدكتور الخطيب هو المستشار الاستراتيجي لرئيس وزراء العراق في كل شيء رقمي. وهو منصب يرفده بعقودٍ من الخبرة في مجال التكنولوجيا في... read more

استثمر في كوردستان: نظرة عامة على القطاعات ذات الأولوية

إقليم كوردستان العراق هو إقليمٌ يتمتع بالحكم الذاتي يقع في الجزء الشمالي من العراق، وله موقع استراتيجي مهمٌ عند التقاء أوروبا وآسيا... read more

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إقليم كوردستان: نظرة عامة على المهارات الرقمية والقطاعات وفرص الاستثمار

يقع إقليم كوردستان في شمال العراق ويضم أربع محافظات هي دهوك، والسليمانية، وحلبجة، وأربيل، والأخيرة هي عاصمته. تمتد هذه المحافظات مجتمعة على... read more

تحول التعليم الجامعي في كوردستان العراق: اجتياز العقبات وتبني التغيير الإيجابي

واجه التعليم في إقليم كوردستان العراق العديد من التحديات في الماضي، لكنه أيضاً شهد تحولاً مطرداً في السنوات الأخيرة. لقد أدرك الإقليم... read more

أدوار جامعية رائدة: الجامعة الأمريكية في السليمانية تقود المشاركة الجامعية في تطور ريادة الأعمال في العراق

في عصر التقدم التكنولوجي السريع والتواصل العالمي، عادة ما يتردد على أسماعنا مصطلح "ريادة الأعمال" في قاعات التجارة والأعمال، هذه الكلمة الرنّانة،... read more

Posted in on Sunday, 20th August, 2023