الوصفة الأمثل لإنشاء تطبيق للسوق العراقية


أحمد صبحي

مدير العمليات، عالسريع


على الرغم من النمو الأخير في قطاع التجارة الإلكترونية العراقي، ما تزال سوق البلد تفتقر إلى كمٍ كبيرٍ من الخدمات والمنتجات الشائِعُ توفرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ويفسح هذا النقص مجالاً كبيراً لرواد الأعمال للاستفادة من فرص كثيرةٍ ما تزال سانحة. لكن قبل دخول السوق، يجب أن نأخذ في الحسبان أن الزبون العراقي استثنائي ولَهُ متطلباتٌ فريدةٌ لا بُدّ من تلبيتها لكسبه. لذا، أقدم لرواد الأعمال في هذه المقالة – من فحوى تجربتي مديراً للعمليات في شركة عالسريع – دليلاً شاملاً يضم كل ما يجب مراعاته قبل إطلاق تطبيق في السوق العراقية، أُلَخِصه في ما يلي: 


  1. جمع التقييمات: إنّ جمع أكبر عدد ممكن من التقييمات عند تشغيل التطبيق مهمٌ جداً ويمكن أن نسأل الزملاء والأصدقاء او حتى الغرباء أيضاً عن رأيهم بالتطبيق. يسلط جمع التقييمات المستندة على تجربة المستخدم الضوء على أفكار جديدة ويكشف عن كل ما يرغب زبائنك رؤيته في تطبيقك للحصول على معرفة أكثر تفصيلاً. ومن الأفضل أن تطلب المشورة من شخص سبق أن صمم تطبيقاً أو شَغَلَه لأنَه سيوفر قيمة مضافة تأتي من التجربة المباشرة. 

  1. اكتب متطلبات التطبيق: لا تعتمد فقط على الشرح الشفهي لفكرة تطبيقك لمطوِّر التطبيق الذي تعمل معه. بل خذ الوقت لكتابتها على مستند أو على ورقة قبل الاجتماع معه. سيمنحك هذا متسعاً من الوقت لإضافة أفكار جديدة وضمان تذكر جميع النقاط المهمة أثناء المحادثة. ستنظم ورقة الملاحظات هذه أفكارك وتزيد من احتمالية التنفيذ الناجح.

  1. ارسم خطة مجزئة: صِف هيكل تطبيقك بوضوح للمطور الخاص بك عن طريق تجزيئه إلى خطوات واضحة. ابدأ بالشاشة الرئيسية وانتقل إلى شاشة التسجيل وما إلى ذلك. سيوفر هذا النهج التدريجي خارطة طريق واضحة لعملية التطوير.

  1. استخدم نموذجاً تجريبياً: سيساعدك النموذج الأولي على تصور فكرة تطبيقك ويكون بمثابة مخطط للمصمم. سيساعدك النموذج على التحقق من صحة أفكارك والحصول على فهم تقريبي لتجربة المستخدم من حيث الرؤية والفعالية. أوصي باستخدام miro.com؛ فهو يقدم مجموعة واسعة من النماذج التي يمكنك الاختيار من بينها.

  1. أنشئ لوحة تحكم: طوّر منصة منفصلة تعمل بمثابة لوحة تحكم لتطبيقك، ستسهل هذه المنصة مهامك التشغيلية ويجب أن تكون جزءاً من متطلباتك. فإذا كان لديك تطبيق للتجارة الإلكترونية على سبيل المثال، فقد ترغب في التمكن من حظر متجر معيّن، وهو ما يمكن فعله عن طريق لوحة التحكم هذه. 

  1. فعِّل آلية التبليغ: آلية التبليغ ضرورية لتقييم أداء تطبيقك وتحديد المجالات التي يمكن تحسينها. ضع هذه الميزة في أعلى قائمة متطلبات تطبيقك وضمنها في عملية التصميم.

  1. تجنب التسجيل القائم على البريد الإلكتروني: يعد استخدام البريد الإلكتروني نادراً بين مستخدمي تطبيقات الهاتف المحمول في العراق. قد لا يكون لدى معظم الأشخاص، وخاصة أولئك الذين هم خارج القطاع الخاص، بريد إلكتروني شخصي لأنهم ببساطة لا يحتاجون إليه. إذا كنت ترغب في الوصول إلى أكبر قاعدة عملاء، فمن المستحسن عدم طلب بريد إلكتروني للتسجيل وقصر تسجيل المستخدم أو المنتج عن طريق رقم هاتف محمول. فرقم الهاتف هو الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها جميع عملائك المحتملين، وتسمح لك بالوصول إليهم بسهولة. 

  1. السِرُ في البساطة: البساطة هي الطريق الأسهل لكسب رضا الزبون العراقي. قلص الخطوات المطلوبة لاستخدام التطبيق قدر الامكان، ولا تُضف ميزات أو خطوات تعتقد أنها قد تكون جذابة دون النظر إلى وجهة نظر الزبون. تختلف عقلية الزبائن عن عقليتك، لذلك من المهم إعطاء الأولوية لتجربتهم قبل كل شيء.

  1. الدفع نقداً عند التسليم: نعلم أنه ومع الأسف ما يزال الدفع نقداً عند التسليم هو طريقة الدفع السائدة في العراق. في أفضل الحالات، قد تمثل طرق الدفع عبر الإنترنت 2٪ من المعاملات. ومع ذلك، قد يشهد هذا المعدل ارتفاعاً بسبب توجه الحكومة مؤخراً نحو الرقمنة. لذلك أنصح بتفعيل طريقتين للدفع (الدفع عند الاستلام والدفع عبر الإنترنت) لأنهما يمثلان حوالي 98٪ من المعاملات. 

  1. اختر طريقة الدفع الإلكتروني بحكمة: هناك العديد من طرق الدفع الإلكتروني عبر الإنترنت في العراق، مثل المحافظ الإلكترونية وبطاقات الائتمان والدفع المباشر. يمكن دمج أي منها مع تطبيقك برسوم مختلفة لكل معاملة لكن يجب أن تختار بعناية العمليات التي يجب دمجها بناءً على الرسوم التي تفرضها وشعبيتها عند المستخدمين. ويفضل اتاحة خيارين على الأقل للدفع الإلكتروني لتوسيع قاعدة المستخدمين. 

  1. التغلب على نقص البيانات: يعد العثور على مصادر بيانات موثوقة يمكن استخدامها لإنشاء تطبيقٍ امراً صعباً في العراق. والحل الأمثل هو إما الاستفادة من دراسات الحالة المتوفرة بسهولة عبر الإنترنت، أو الاستعانة بخدمات شركة أبحاث السوق لإنشاء منهجية وإجراء بحث مصمم خصيصاً لجمهورك المستهدف. 


خلاصة هذه الخطوات هي أن تكرار نماذج التطبيقات الأجنبية لا يضمن بالضرورة إنشاء تطبيق ناجح في العراق. كون السوق هنا استثنائي ويتطلب نهجاً مغايراً عمّا نجح في البلدان الأخرى. عندما تريد تشغيل تطبيق لخدمتك أو منتجك يجب أن تفهم السياق المحلي وما يناسبه. على الرغم من أنه قد يمثل صعوبات أكبر ويستلزم جهداً إضافياً، إلا أن الاستثمار في هذا العمل الإضافي سيؤدي في النهاية إلى فوائد على المدى البعيد وسيتوج بنجاح أكبر.


More Arabic Articles

تمكين المَرأة في الإقتصاد الرقمي العراقي: مُبادرة "She Codes Too"

غدت المعرفة بالأمور الرقمية أمراً لا بد منه لسلك دروب عالمنا الحديث في مجتمعنا سريع التطوّر اليوم. ومع تَزايد اعتماد مُجتمعاتنا واقتصاداتنا... read more

مقابلة مع الدكتور حسن الخطيب

الدكتور الخطيب هو المستشار الاستراتيجي لرئيس وزراء العراق في كل شيء رقمي. وهو منصب يرفده بعقودٍ من الخبرة في مجال التكنولوجيا في... read more

استثمر في كوردستان: نظرة عامة على القطاعات ذات الأولوية

إقليم كوردستان العراق هو إقليمٌ يتمتع بالحكم الذاتي يقع في الجزء الشمالي من العراق، وله موقع استراتيجي مهمٌ عند التقاء أوروبا وآسيا... read more

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إقليم كوردستان: نظرة عامة على المهارات الرقمية والقطاعات وفرص الاستثمار

يقع إقليم كوردستان في شمال العراق ويضم أربع محافظات هي دهوك، والسليمانية، وحلبجة، وأربيل، والأخيرة هي عاصمته. تمتد هذه المحافظات مجتمعة على... read more

تحول التعليم الجامعي في كوردستان العراق: اجتياز العقبات وتبني التغيير الإيجابي

واجه التعليم في إقليم كوردستان العراق العديد من التحديات في الماضي، لكنه أيضاً شهد تحولاً مطرداً في السنوات الأخيرة. لقد أدرك الإقليم... read more

أدوار جامعية رائدة: الجامعة الأمريكية في السليمانية تقود المشاركة الجامعية في تطور ريادة الأعمال في العراق

في عصر التقدم التكنولوجي السريع والتواصل العالمي، عادة ما يتردد على أسماعنا مصطلح "ريادة الأعمال" في قاعات التجارة والأعمال، هذه الكلمة الرنّانة،... read more

Posted in on Tuesday, 26th September, 2023